في ظل التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة، وامام هذه التحديات الصعبة التي لم تترك مجالا لالتقاط الانفاس وإعادة ترتيب الأوراق واصلاح ما يمكن اصلاحه وجب علينا التزام الهدوء وعدم الانجراف إلى بحر التصعيد، فالهدوء اليوم مطلوب على مستوى القوى والتيارات السياسية وعلى المستوى الاعلامي وحتى على مستوى الافراد، فبوحدتنا الوطنية نستطيع مواجهة انعكاسات وتداعيات تلك الاحداث العاصفة..بمعنى أخر التزامنا بمبادئ سياستنا الحكيمة والتي رسم مسارها حكيم الدبلوماسية بالمنطقة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه هو وحده ما سيقطع الطريق امام الفتن ويمنعها من شق وحدة صفنا وتهديد جبهتنا الداخلية، فالكويت عبر تاريخها مارست بكل احترافية دور الأخ والصديق والجار المسالم، ولم تضع يدها يوما في تأجيج خلاف أو صنع ازمات، فأي أنفة وعزة وفخر نشعر به كشعب يعيش في دولة يدها ممدوة إلى اقصي الدنيا تسعى إلى الصداقة ولاترتضي بغير السلم طريقا لحل الازمات وتسوية الأمور محل النزاع.
ان كلمة صاحب السمو الأمير حفظه الله في افتتاح دور الانعقاد الثاني لمجلس الامة فيها تحذير صريح من الاخطار الخارجية واثارها على مسيرتنا الوطنية، ليشدد سموه على ان وحدتنا الوطنية هي عماد الجبهة الداخلية ودرعها الواقية وسورها الحامي.
إننا نعيش في دولة قانون ومؤسسات وحريات، لدينا دستور يؤكد صاحب السمو الأمير على التمسك به وحمايته وصيانته في اكثر من مناسبة، فهو صمام الأمان الذي نحتكم اليه عند كل صغيرة وكبيرة تعترض مسيرتنا السياسية، لذلك نقول ان هذه التجربة الديموقراطية التي ننعم بها واصبحت جزءا لايتجزأ من حياتنا، هي مدعاة فخر واعتزاز لنا بمختلف توجهاتنا وايدلوجياتنا، فاليوم تقتتل شعوب فيما بينها لاجل الديموقراطيه ولا تراها غير سراب صعب المنال، فحمدا لله على نعمة الأمن والأمان والاستقرار التي نتمتع بها تحت ظل قيادة حكيمة تؤمن بالديموقرطية سبيلا لتحقيق التقدم والرقي والازدهار.