دعا قانونيون الإدارة العامة للمرور إلى نشر الوعي والتثقيف المروري لعموم المواطنين والمقيمين، بالتعاون مع وزارة الاعلام وبرامج التلفزة والصحف والمدارس، وإلى إقامة محاضرات توعوية في الاماكن العامة. معتبرين ان عدم الالتزام بالإشارات الضوئية من قبل قائدي المركبات يعد نوعا من الانتحار، إذ يعرض المتجاوز نفسه للموت بل وإزهاق أرواح الآخرين.
وقالت المحامية تسنيم أشكناني: إن هناك العديد من المخالفات التي يقوم بها قائدو المركبات وتتسبب في حوادث على الطرق، ويأتي على رأسها هؤلاء الذين لا يحترمون الطريق، من خلال الرعونة أو استخدام حارة الأمان، أو الذين لا يستخدمون الإشارات الضوئية في أثناء سيرهم للمرور من هنا أو هناك، مما قد يتسبب في كثير من الحوادث. مبينة أن الاستبيان الذي قامت به السلامة المرورية بشأن عدم استخدام الإشارة الضوئية صحيح إلى حد كبير، بل إنك تجد كثيرا من الذين يقومون بالدوران عند الدوارات لا يقومون بإعطاء إشارة مما يتسبب في العديد من الحوادث.
وطالبت أشكناني برفع قيمة المخالفات المرورية على من يقومون بكسر الإشارات الضوئية، أو من يقومون بالرعونة على الطريق، ويجب عدم الوقوف عند تشديد العقوبة فقط، بل يجب سحب السيارة، مبينة أن هناك استهتارا من قبل بعض الفئات الشبابية. مؤكدة على ضرورة أن تكون هناك توعية وتربية من قبل الأسر الكويتية على خطورة هذا الأمر.
فيما قالت المحامية أميرة الرشيد: إن عدم استخدام الإشارة الضوئية خلال السير للتحرك يسارا ويمينا يتسبب في العديد من الحوادث، كما أن تجاوز السيارات دون إشارة يتسبب في كثير من الحوادث، بالإضافة إلى أن القيام بالدوران عند الدوارات أو العودة مرة أخرى إلى الطريق المقابل من دون إعطاء إشارة ضوئية أيضا يتسبب في كثير من الحوادث، بالإضافة إلى الرعونة من بعض الشباب، وعدم الالتزام بسرعة الطريق، والسير في حارة الأمان، وغير ذلك من تلك الأمور يؤدي إلى حوادث.
وأكدت الرشيد ضرورة التوعية بقوانين المرور والالتزام بها من قبل الأفراد، مشيرة إلى أن الكويت لا تحتاج إلى تشديد العقوبات، فالكاميرات موجودة في كل مكان وتستطيع أن ترصد من يقوم بتلك الأمور، لكن يجب أن تكون هناك توعية من قبل الأسرة، ومن قبل المدرسة، ومن قبل وسائل الإعلام، بالأخطار المحدقة التي من الممكن أن تنتج عن الاستهتار من قبل الشباب.
ومن ناحيتها قالت المحامية هناء بوجروة: إن هناك رعونة من قبل البعض في استخدام الإشارات الضوئية والسير على الطريق، بالإضافة إلى السرعة الزائدة، بل وأحيانا يصل الأمر عند البعض إلى كسر الإشارة الضوئية للاستعجال، وهذا الأمر من الممكن أن يتسبب في إزهاق أرواح بشرية، مشيرة إلى أن وزارة الداخلية وضعت الإجراءات وزادت من قيمة المخالفات المرورية، ولكن في الوقت نفسه مازال الشباب يخالفون القوانين.
وأكدت بوجروة أننا نحتاج إلى ثقافة مجتمعية، وذلك للتوعية بأخطار تلك الأمور، فعلى وسائل الإعلام دور في توعية الأفراد، وعلى الأسرة دور مهم في تربية أبنائهم التربية الصحيحة، وعلى المدرسة أيضا دور للتوعية بأخطار الطريق، مشيرة إلى أنه يجب أن تكون هناك حلول أيضا لزحمة الطرق عن طريق عمل الجسور والكباري.
وقالت المحامية امام محكمة التمييز والدستورية العُليا بشاير حبيب جعفر: إن الكويت شهدت في الآونة الأخيرة زيادة رهيبة في معدل الحوادث المرورية، وخاصة تلك التي أودت بحياة الأفراد، فأصبحت هاجسا وقلقا كبيرين لدى ركاب السيارات والمشاة أيضا، والناتجة عن زيادة السرعة التي تصل في بعض الاحيان إلى الحد الجنوني، فضلا عن بعض حالات القيادة تحت تأثير المسكرات والمخدرات، مخالفة بذلك للنظم العامة للبلاد والقوانين المعتمدة، ونشمل بذلك المواطنين والمقيمين على حد السواء، والتي يترتب عليها ذلك من خسائر مالية وبشرية جسيمة، بالإضافة إلى هؤلاء الذين يقومون بتخطي الآخرين من دون تنبيههم من خلال الإشارة الضوئية، مشيرة إلى أن هناك كثيرا من الحوادث التي تنتج عن هذا الأمر.
وتابعت حبيب: مما لا شك فيه انه ضمنا للتطورات الاخيرة في قانون المرور الكويتي وسن العقوبات الجديدة التي قد تصل إلى غرامات مبالغ مالية مضاعفة، وربما إلى عقوبة الابعاد بالنسبة للإخوة الوافدين، وكان هذا بهدف نشر الردع العام ومنع تكرار التورط في مثل هذه الحوادث الخطرة والمميتة، حيث تضاعفت حالات القتل الخطأ وحوادث الدهس والهروب التي تنتج عن كسر الاشارة الحمراء او القيادة بسرعة عالية جدا في حال تحول الاشارة إلى صفراء تمهيدا للحمراء للتوقف وما ينتج عنه من تصادم العديد من السيارات وأحياناً الوفاة، فالذي نشاهده من بعض السواق هو المناكفة وإزعاج الآخرين، بل ان البعض يعمد إلى محاولة التضييق على بقية المركبات، وبالتالي التسبب في التصادم والحوادث، إضافة إلى تعمد استخدام حارة الامان وعرقلة مرور سيارة الاسعاف في حالات الطوارئ، وعدم استخدام الإشارات الضوئية في الانتقال من حارة إلى أخرى.
وأضافت: إننا نناشد مؤسسات الدولة، وعلى رأسها الادارة العامة للمرور بجميع هيئاتها ومراكزها، بضرورة نشر الوعي والتثقيف المروري لعموم المواطنين والمقيمين، ابتداء من الدور الفعال لوزارة الاعلام وأجهزة النشر والاذاعة وبرامج التلفزة، وكذلك الصحف والمدارس، وإقامة محاضرات توعوية في الاماكن العامة ليطلع الجمهور على آخر تطورات قانون المرور، والإلمام بالمخالفات وتبعياتها، والسير وفق نهج النظام العام المتبع في دولتنا الكويت الحبيبة، راجين من الله عز وجل ان يديم علينا نعمة الامن والامان، ويحفظنا وإياكم من كل مكروه.
وكشف رئيس الجمعية الكويتية للسلامة المرورية عضو المجلس الأعلى للمرور د. بدر المطر عن أن 80 في المائة من قائدي السيارات في الكويت لا يعطون اهتماما لاستخدام الإشارات الضوئية لسياراتهم في أثناء تغيير المسار أو الدوران عند الدوارات، ذلك الأمر الذي ضاعف من نسبة الحوادث المرورية أخيرا، مشيرا إلى أن هذه النسبة جاءت خلال استبيان قامت به الجمعية الكويتية للسلامة المرورية الذي أعدته عن أسباب ارتفاع الحوادث المرورية.
وأوضح د. المطر أن المشاركين في الاستبيان أكدوا قلة وعي مستخدمي الطرق بأهمية الإشارات الضوئية، خاصة بين الشباب، فيما اتفق عدد كبير منهم على ضرورة توحيد الجهود المجتمعية والحكومية لنشر التوعية بالحوادث المرورية وكيفية الوقاية من آثارها.
